الذكاء الاصطناعي في الجبيل- ري ذكي واستدامة بيئية

المؤلف: «عكاظ» (الجبيل)08.30.2025
الذكاء الاصطناعي في الجبيل- ري ذكي واستدامة بيئية

يشهد الذكاء الاصطناعي انتشاراً واسعاً في مختلف جوانب الحياة نظراً لما يتمتع به من قدرات فائقة في الدقة والسرعة في إنجاز المهام، وهو الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على تحسين جودة الحياة وتمكين الأفراد من الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة في خدمة مصالحهم وتطوير أساليبهم في التعامل مع العالم المحيط بهم، وتبرز مدينة الجبيل الصناعية كنموذجاً رائداً من خلال منظومتها المتكاملة للري الذكي، والتي تعتبر الأكبر من نوعها على مستوى العالم، وتُدار هذه المنظومة المتقدمة من خلال مركز تحكم مركزي ومتطور يضم أكثر من 12200 جهازاً ذكياً، تقوم بمعالجة ما يقارب 1.2 مليون إشارة يومياً، مما يجعلها مثالاً وطنياً يحتذى به في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 الطموحة في مجال الاستدامة البيئية، وتعزيز التحول الرقمي في إدارة الموارد، وتفعيل المدن الذكية بكفاءة لا مثيل لها.

وأفاد المهندس سفر النتيفات، رئيس قسم تشغيل وصيانة شبكات الري بالهيئة الملكية بالجبيل، بأن الهيئة قد تمكنت بفضل تقنيات الري الذكي من إدارة شبكة ري واسعة النطاق تمتد لأكثر من 11.6 ألف كيلومتر طولي، وهو ما يعادل أكثر من ربع طول خط الاستواء، وأشار إلى أن هذه المنظومة المتطورة قد ساهمت بشكل فعال في خفض تكاليف التشغيل والصيانة بنسبة تتجاوز 35%، كما أنها تدعم الاستدامة البيئية من خلال إعادة تدوير المياه المعالجة لاستخدامها في عمليات الري، وبكمية تقدر بحوالي 2.8 مليون متر مكعب شهرياً، بالإضافة إلى تحقيق تحسينات ملحوظة في كفاءة التشغيل وتقليل الإنفاق بشكل عام.

وتابع حديثه موضحاً أن هذه المنظومة الذكية تمثل إحدى التجارب الوطنية المتميزة التي تتوافق بشكل كامل مع أهداف مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وذلك من خلال ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية الثمينة، وزيادة المساحات الخضراء، وتعزيز الجهود المبذولة لمواجهة تحديات التغير المناخي في المنطقة بأسرها.

وفي الختام، أكد على تطلع الهيئة الملكية بالجبيل وينبع إلى تعزيز التعاون المثمر مع مختلف الجهات والهيئات والقطاعات الحكومية الأخرى من أجل تبادل هذه التجربة الناجحة وتوسيع نطاق تأثيرها الإيجابي على نطاق أوسع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة